وسائل فعالة في التوجيه الدراسي

وسائل فعالة في التوجيه الدراسي
تاريخ النشر : 2024-06-25


وسائل فعالة في التوجيه الدراسي للأبناء


هل من الأفضل ترك الابن يعالج أموره الدراسية منفردا ، أم أن التدخل في الواقع الدراسي للأبناء هو الأفضل؟ وهل هناك حد واضح للسنة الدراسية التي تمثل انتقالا من المساعدة الدراسية إلى الاعتماد على النفس؟

هناك من حدد الصف الرابع ، وهناك من مدها للصف الأول المتوسط ، والحق أنها تخضع بشكل كبير للفروق الفردية بين الأبناء في القدرة على الاستيعاب وفي إمكانيتهم لتخطيط جدولهم الدراسي وإدارته، ومدى ما حصلوه من تهيئة وتدريب على المهارات المعرفية الأساسية، ولا ينبغي أن يستعجل الآباء بترك الأبناء قبل التحقق من تمكنهم وحصولهم على التهيئة الكافية، فمن الممكن أن يحقق الابن النجاح ولكن قد يكون لذلك أضرارا بعيدة المدى.

يؤكد التربويون أن تدخل الآباء بشكل قوي في دراسة الأبناء، من شأنه أن يحدث تقدما دراسيا واضحا للأبناء، ومن شأنه أن يؤسس لنجاح واضح في مستقبل حياتهم. وتوصلت بعض الدراسات إلى أن التدخل الأسري في المجال الدراسي للأبناء يحقق مايلي:

  • درجات أفضل ومعدلات تخرج أعلى.

  • توجه الأبناء بشكل أقوى لإكمال دراساتهم العليا.

  • سلوكا أكثر إيجابية بوجه عام.

ما هي أشكال التدخل الدراسي المقصود؟

أولا : التهيئة الدراسية : لا بد من الإعداد المسبق للأبناء للتلقي المعرفي، وتهيئة سبل التفاعل مع مصادر المعرفة، وإيجاد أجواء محفزة للدراسة، وذلك من خلال الأمور التالية:

  • الاهتمام بتأسيس مهارات اكتساب المعرفة: كمهارات التفكير ، كيف يكون ناقدا ، وكيف يحل مشكلة ... ، ويمكن فعل ذلك من خلال بعض الممارسات في الحياة اليومية، كإعطاء ملخص أو أفكار عامة عن خطبة الجمعة التي حضرها الابن، أو نقد القصة التي سمعتها الابنة أو قرأتها، أو طرح مشكلة في الحوار حول مائدة الغداء، ومهارات المناقشة والكتابة وتلخيص الأفكار، والقراءة للأبناء أو معهم على امتداد مراحلهم العمرية بما يتناسب مع أعمارهم. (قراءة القصص والموسوعات لطفل ما قبل المدرسة ، المشاركة في قراءة قصص وروايات تاريخية وموسوعات لطفل المدرسة ، قراءة ومناقشة مع المراهق حول موضوعات اهتمامه)، ومهارات التخطيط التي يمكن تنميتها بمساعدة الأبناء على تحديد هدف شخصي أو دراسي في إطار زمني مناسب واتخاذ الخطوات والجدولة الملائمة لتحقيقه، كأن يحدد الابن ساعة يوما بعد يوم لمدة أسبوع لإنجاز مشروعه .

  • تنظيم أوقات الأسرة بحيث يقدم الغداء في وقت محدد ليتيح فرصة الاستمرار على روتين محدد بشأن الواجبات دون الحاجة إلى إعادة جدولته كل يوم.

  • تحديد أوقات مشاهدة التلفاز والألعاب الألكترونة - في أيام الدراسة خاصة - بساعة واحدة أو ساعتين على الأكثر، لحفز قدرات الأبناء على الإنجاز الدراسي، وتشجيع التفكير في وسائل وهوايات تنمي ملكات الأبناء.

  • توفير الأدوات المشجعة على إتقان الأداء (الأقلام وأنواع الألوان ، مقاسات من المساطر، جودة البرايات ، دفاتر كشكول للتدريب ، ملصقات توضيحية)، وتوفير قاموس ، موسوعة، أطلس، كرة أرضية ، بحسب نوعية المواد الدراسية.

  • تهيئة الأجواء المناسبة للدراسة ، والتقليل من عوامل التشويش وتشتيت الانتباه قدر الإمكان.

  • مساعدة الأبناء على تحديد الأماكن والأجواء المناسبة لهم فقد يفضل الابن التركيز في غرفته منفردا، وتعد الأماكن المزودة بطاولة كبيرة كغرفة السفرة لإيجاد جو عمل جماعي من الأمور المحفزة حيث تجتمع الأسرة فيه على طاولة واحدة لينجز كل منهم أعماله حتى لو كان عمل الوالد هو قراءة جريدة .

  • إيجاد قنوات اتصال دائمة مع المدرسة والمتابعة المستمرة مع المدرسين حول تقدم الأبناء، وحضور مجالس الآباء للوقوف على احتياجات الأبناء الدراسية واستجاباتهم لمتطلبات التعلم.

ثانيا : الاهتمام بالعامل النفسي في الإقبال على الدراسة:

  • مساعدة الأبناء على فهم الهدف من الدراسة وأنه لا ينحصر في إرضاء الآباء والمعلمين، أو تحصيل درجات عالية، ولكنه مطلب شرعي يُم كن للإنسان أن يحقق من خلاله أرفع الدرجات الدنيوية والأخروية، وهو كذلك احتياج حياتي يصحب الإنسان مدى الحياة في المدرسة والعمل وحتى مع نفسه في فهم إمكاناتها ومعرفة ما يرتقي بها.

  • مساعدة الأبناء على تحديد الاستراتيجيات المعرفية الخاصة بهم، ومقارنة تقدمهم عند استخدام استراتيجية مختلفة، فمثلا استخدام الابن لأسلوب القراءة والترديد في درس تاريخ مثلا واستخدامه لأسلوب رسم الخرائط الذهنية في درس آخر، وأسلوب التلخيص في ثالث ثم مقارنة تلك الأساليب وتحديد أكثرها أو أقلها فاعلية، من شأن هذا النوع من المقارنة أن يساعد الابن على معرفة ما عليه فعله ليزيد من فرصته في النجاح والتفو ق، ويزيد من دافعيته لبذل الجهد.

  • ملاحظة الحالة النفسية للابن فمن شأن مشاعر القهر والضيق أن تعوق قدرته على الإنجاز والتركيز، ولتجنب مثل هذه المشاعر لا بد من مراعاة المرحلة العمرية للطفل عند تحديد وقت أداء الواجب، فبإمكان المراهق الاستمرار لمدة ساعة، بينما طفل الصف الأول من الصعب أن يستمر فوق 15 دقيقة دون أخذ فترة راحة ، ومن المهم تجنب ا لإكراه والضغط على الأبناء في أداء الواجبات حتى لو تطلب الأمر في بعض الأوقات ترك عمل الواجب وكتابة مذكرة اعتذار للمعلم عن ذلك اليوم .. وذلك أن تكرار أداء الواجبات في أجواء من الضيق والقهر تؤدي إلى كره الابن للتعلم والدراسة بشكل عام.

  • تجنب التعليقات السلبية التي تشعر الابن بالعجز أو اليأس أو النفور، سواء كانت تعليقات لها علاقة بشخصية الطفل "ماهذا الغباء؟" أو لها علاقة بالمادة "ما هذا المنهج الممل أو الصعب" أو المدرسة والمدرسين "هل تسمي هذه مدرسة ؟" "أي نوع من المعلمين هذا؟ "

  • السؤال اليومي للأبناء عن يومهم المدرسي - مع تجنب أسلوب المساءلة - مما ينقل رسالة للأبناء باهتمام الوالدين وتوقعاتهم للتقدم والاجتهاد.

في زمننا المليء بالملهيات والمغريات يزداد التحدي الذي يواجهه الآباء في متابعتهم لأبنائهم وتقديمهم للرعاية الدراسية ، وهم يرون أبناءهم يواجهون مواقف صعبة في اختبار لم يتمكنوا من الاستعداد له أو واجب حان وقت تسليمه ولم يتم الانتهاء منه، ويقضون ليال متوترة وأوقاتا مشحونة بالضغط والمعاناة، أو يرون نوعا آخر من الأبناء ممن لا يعبأ ولا يهتم لاختبار أو واجب ولا يحرص على درجة أو معدل؛ هل يمكننا أن نواجه هذا التحدي ونقلل من مثل هذه النتائج المؤلمة، يمكننا في ضوء ما سبق أن نقول نعم بعون الله إن أخذنا بأسباب ذلك؛ ومن أهم المعينات على ذلك :

  • الإحساس بالمسؤولية "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ".

  • دوام الدعاء للأبناء ومن أجمل ما سمعت من الدعاء بخصوص الدراسة " اللهم يا معلم إبراهيم علمهم ويا مفهم سليمان فهمهم ، اللهم قيض لهم من يعلمهم العلم النافع، ويعينهم على اكتسابه".

  • بذل مافي الوسع لتهيئتهم ودعمهم نفسيا وماديا، وعدم تركهم يتعلمون بالمحاولة والخطا.


د. سحر بنت عبد اللطيف كردي

مستشارة الأسرة والطفل  



 تحمل المرفقات
نشر :

إضافة تعليق جديد

 تم إضافة التعليق بنجاح   تحديث
خطأ: برجاء إعادة المحاولة