تعليم الطفل المرونة

تعليم الطفل المرونة
تاريخ النشر : 2024-06-25


مهارات تربوية

تعليم الطفل المرونة



• طلبت منها المعلمة أن تنتقل من مكانها في مقدمة الفصل إلى مقعد خلفي ، فاغتمت واكتأبت وبقيت واجمة غاضبة طوال ذلك اليوم .

• تعرض فريقه لهزيمة في مسابقة بين الفصول ، فحزن وغضب وراح يلقي باللوم على المعلم الظالم وعلى حارس المرمى ، وراح يقسم أنه لن يلعب مرة أخرى .

• تغيرت معلمتها فأصبحت تبكي كل يوم في الصباح رافضة الذهاب إلى روضتها كان يذهب للعب مع ابن الجيران فاكتسب سلوكا جديدا وأصبح يكثر من إيذاء الآخرين وتدبير الحيل للإيقاع بهم في حياتنا اليومية نجد هذه المواقف وغيرها كثير مما يمثل معاناة الأطفال في قضية التأقلم مع الظروف المتغيرة أو وقوعهم فريسة لتأثير الآخرين ، إن تعامل الطفل مع مثل هذه المواقف يتطلب قدرة تمكنه من تجاوز المشاعر السلبية والاستفادة من مكتسباته وخصائصه الشخصية في مواجهتها والمضي قدما فيما يستقبله من أمور ، فالمرونة هي : امتلاك مقدرة انفعالية تمكن الإنسان من التركيز على الحل عوضا عن الاستسلام والهزيمة .

يولد الإنسان مزودا بقدر من المرونة ثم تؤثر البيئة وطريقة التنشئة في إضعافها أو تقويتها ، ولذا فمن المهم دعم عوامل تقوية المرونة وتجنب الأساليب التي تؤدي إلى إضعافها ومن أهم المعينات على ذلك :

  • مساعدة الطفل على تقبل الفشل وتحمل فقدان ما يحبه ، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تأصيل قيم الصبر والرضا وترك الأسى على مافات ، فالجزع والأسى الزائد عن الحد بعد مناقضا للمرونة ، ومن المفيد في تحقيق المرونة في هذا المجال قراءة سير أولى العزم من الرسل والصالحين وقصص المعاصرين من الصامدين على الثغور في غزة الذين لم تعقهم أشد المصائب عن تحقيق نجاحات قل من يستطيعها ممن لم يتعرضوا لمعشار تلك المصائب ، كما يعتبر ربط الطفل بالطبيعة وتأملها والتفكر في عجائب صنع الله فيها من الأمور المهمة في جلاء النفوس وتجديد النشاط .

  • إعداد الطفل للظروف الصعبة " اخشوشنوا " وتعتبر الرحلات الكشفية مع العائلة او المدرسة فرصة ممتازة لتدريب الطفل على التصرف في الظروف المختلفة ، ومن الممكن أن لا نفتح التكييف في السيارة في بعض أيام الصيف ، فالطفل الذي يجد طلباته مجابة وأموره مقضية يتعلم الاتكالية ويقف متحيرا في مواجهة الظروف الصعبة .

  • الانتباه إلى خطابنا لأطفالنا ، فإن كان فيه تركيز على الأخطاء وكثير من اللوم أو النقد، فإن نظرة الطفل للآخرين وللواقع من حوله ستأخذ السمة ذاتها ، الأمر الذي يعد عائقا في سبيل تحقيق المرونة التي تتمثل هنا في إيجاد الأعذار والقدرة على تجاوز الخلافات.

  • تدريب الطفل على التأقلم مع الظروف المتغيرة ، والأفكار المختلفة ، فمن المهم حث أطفالنا على تجربة الأطعمة المختلفة ، والتعرف على أناس من ثقافات مختلفة ، وأن ينوعوا هواياتهم وقراءاتهم ، فكثير من أطفالنا اليوم قد اعتادوا على الجلوس الطويل أمام شاشات الكمبيوتر أو التلفاز حتى أن احدهم ليترك أصدقاءه يلعبون ويذهب إلى شاشته ، وإذا لم يكن هناك جهد لفطام الطفل من التركيز على شكل واحد من أشكال النشاط وخاصة ملازمة الشاشات فإن ذلك سيؤثر سلبا على مرونة الطفل ، كما يمكن أن يعوق قدرته على إقامة علاقات اجتماعية ناجحة.

  • التدريب على تحمل المسؤولية : ومن المواقف المتكررة في حياتنا اليومية والتي تعد من عوائق تحمل المسؤولية أن الطفل عندما يقع أو يرتطم بطاولة أو كرسي أو نحوه فإننا نضرب الأرض أو الكرسي أو الطاولة ليهدأ الطفل ولا ندري أننا بذلك نعلمه كيف يلقي اللوم على غيره أيا كان هذا الغير أفرادا أو ظروفا أو أشياء ، فالمسئول عن سقوطه على الأرض هو الكرسي أو الطاولة أما المسئول الحقيقي وهو نفسه بما اقترفته من تسرع أو عدم انتباه فهي بعيدة عن اللوم ، ومن ثم فلن يسعى إلى الاستفادة من الخطأ لأنه عند نفسه لم يخطئ أصلا ، وعندما يكبر فسيسند فشله في الاختبار إلى تعنت المعلم في الأسئلة أو ظلمه في التصحيح ، وتظل فكرة تقصيره آخر ما يضعه من أسباب ، فعندما يقع بينه وبين أحد ما خلافا فإن أصبع الاتهام يتجه دائما نحو الآخر مما يجعل المشكلة غير قابلة للحل.

  • التركيز على النقاط الإيجابية في الموقف أو الحدث فالإنسان يتعلم من كل المواقف ، اجعلي الطفل يذكر أمرا إيجابيا تعلمه من الحدث فإذا كان الموقف مثلا فشل في اختبار فالإيجابية التي تحققت من هذا الحدث " لقد تعلمت أن المراجعة مهمة " ، " أن هذه المادة تحتاج إلى تركيز "خاص" والحذر من أن يأخذ الموقف شكل اللوم عندها يعد من معوقات المرونة ، فالأصل في هذا التطبيق أن يأتي على سبيل التعاطف ليأخذ الطفل من التجربة دفعة تجعله يتجاوز المشاعر السيئة ويركز على الحل.

وأخيرا فإن تدريب الأطفال على مهارات المرونة يعد من الأمور اللازمة لنجاحهم في تجاوز الأزمات ، وتحقيق الطموحات ، والتفاعل الإيجابي مع الآخرين .


د. سحر بنت عبد اللطيف كردي

مستشارة الأسرة والطفل   



 تحمل المرفقات
نشر :

إضافة تعليق جديد

 تم إضافة التعليق بنجاح   تحديث
خطأ: برجاء إعادة المحاولة