تعليم الطفل الصبر

تعليم الطفل الصبر
تاريخ النشر : 2024-06-24



مهارات تربوية

تعليم الأبناء الصبر


الصبر ليس صفة فطرية ولكن على الرغم من تهيؤ الطفل لتعلم الصبر فإن تعلمه لن يتم بصورة تلقائية أو من خلال مواقف معدودة بل سيبقى رغم التدريب مدة قبل أن يتعلم الانتظار على الطاولة ريثما يجلس الجميع ، أو الانتظار في الطابور حتى يأتي دوره ولكن متى ما تحقق ذلك فسيبقي - إن شاء الله - إلى نهاية العمر .

وتعد سن السابعة هي السن التي يتوقع فيها من الطفل أن يصبح قادرا على البدء بتطبيق ما تعلمه من مهارات الصبر وذلك أن إدراكه وانتباهه وذاكرته تنمو بشكل واضح في سن السابعة مما يمكنه من إدراك المستقبل والتخطيط له وتوقع النتائج ، وهي عوامل أساسية لتنمية الصبر. وهذا لا يعني بالطبع تأجيل تعويد الطفل على الصبر إلى هذه السن ولكن يعني أن تكون توقعاتنا صحيحة .

والمعنى العملي للصبر هنا يتضمن ثلاثة أمور : أن يتمكن الطفل من الانتظار ، أن يتعامل مع المواقف التي تسبب الضيق أو الحزن أو القهر ، وأن يتعلم العمل بثبات لتحقيق أهداف بعيدة .

واكتساب الطفل لهذه المهارات المتضمنة في الصبر يمكن أن يتم بأحد الطرق التالية :

1. تعويد الطفل على الصيام وما يتضمنه من تأجيل إشباع الحاجة إلى الطعام والشراب وكف اللسان، ويمكن البدء في سن السادسة إن كان الطفل بصحة جيدة ، مع ضرورة شرح معنى الصيام ودوره.

2. توجيه الأبوين في المواقف التي تتطلب الصبر والأناة ، وذلك بتزويد الطفل بأساليب معالجة الشعور بالتحفز ، أو تهيئة مواقف لممارسة السلوك الصبور، ومما ينصح به في هذا الإطار :

  • إعطاء البدائل : عندما يبدو الطفل غير قادر على الانتظار أعطه ورقة وقلما ليكتب أو ليرسم ، فإنك إن نظرت إليه بحزم وطلبت منه أن ينتظر بأدب فقد يعاود السؤال متى متى .... ولكن عند توجيهه للبدائل فإنه يتعلم أن يستثمر وقت الانتظار في عمل مسل أو مفيد . وعلى الوالدين أن يصطحبوا مع الطفل دائما ما يشغل وقته من القصص أو الألعاب أو الأدوات .

  • تعليم الطفل كيف يقسم واجباته أو مهامه إلى خطوات مرحلية فعندما يكون عليه أن يكتب واجبا من ١٥ سؤال ويكون من الضيق بحيث لا يريد أن يكتب شيئا ، يمكن مساعدته بأن يحل خمسة منها ثم يأتي ليعرضها على والدته وبعد تشجيعه تطلب منه الخمسة الثانية وهكذا.

  • متابعة الطفل ليتم المهام والواجبات المطلوبة منه ، أو الأعمال الفنية التي يبدؤها ، ليتعلم كيف يصبر حتى يحقق الهدف فإذا أراد أن ينتقل إلى نشاط آخر قبل إكمال رسمة يرسمها فلابد من توجيهه إلى إكمال رسمه أولا .

  • تسجيل تقدم الطفل أسبوعا بعد أسبوع في اكتساب مهارة يعتبرها صعبة مثل أداء حركة رياضية ، أو ضرب الكسور العشرية وعندما يرى الطفل بالرسم البياني ما حققه من تحسن يدرك أن التعلم يتطلب وقتا .

  • مشاركة الطفل في بعض الألعاب التي تتطلب انتظار الطرف الآخر ليفكر في الخطوة التي يتخذها كما في لعبة الشطرنج مثلا.

  • قراءة الروايات الطويلة للطفل في مرحلة الطفولة المتأخرة؛ فقد يتوقف بعض الآباء عن القراءة للطفل حالما يتعلم القراءة بنفسه ولكن قراءة رواية يترقب الطفل في كل مرة ما تسفر عنه أحداثها يعلمه أن الأمور قد تستغرق وقتا لتتم وعلينا الصبر.

  • أن يمارس الطفل زراعة بعض النباتات في حديقة المنزل ويترقب نموها ويتولى العناية بها .

  • أن يشارك في رعاية أخوته الصغار ، أو العناية بالحيوانات الأليفة مع توجيهه إلى الأساليب السليمة ليتعلم أن الأسلوب الصبور هو الأجدى في التعامل.

3. التعليم بالقدوة ؛ عندما كنت صغيرة عاد والدي مرة من عمله وحكى أن حركة المرور في ذلك اليوم كانت بطيئة للغاية مما أثار غضب السائقين فتعالى صياحهم وهم ينتظرون في شمس الظهيرة الحارقة ، يقول والدي ولكني لم أكن أعاني مايعانون فقد ذهبت إلى عملي أقرأ سور المائدة ورجعت وأنا اقرأ الأنعام فلم تستثرني الأزمة المرورية لأني لم أكن أنتظر دون أن أفعل شيئا.

هذا ويعتبر تعليم الطفل الصبر من المهارات الأساسية اللازمة للنجاح في الحياة، كما أنها سبيل إلى تعلم الطفل الصبر على الطاعات والصبر على قضاء الله وقدره وهي من لوازم النجاح والفوز في الآخرة .


د. سحر بنت عبد اللطيف كردي

مستشارة الأسرة والطفل    



 تحمل المرفقات
نشر :

إضافة تعليق جديد

 تم إضافة التعليق بنجاح   تحديث
خطأ: برجاء إعادة المحاولة